الجمعة، 30 مايو 2014

حمدين والسيسى: حان وقت حديثى - د . أمين حافظ السعدنى

أولا وقبل كل شىء ، بما أن الذى لا يرى من الغربال فهو أعمى ؛ فإنى أتقدم بخالص التهنئة مقدما إلى السيد الرئيس/عبد الفتاح السيسى ، رئيس جمهورية مصر العربية ، بمناسبة فوزه الساحق الذى سيحرزه فى انتخابات الرئاسة القادمة بإذن الله تعالى وبإرادة غالبية الشعب المصرى ، داعيا الله أن يوفقه إلى ما فيه خير هذا البلد وصلاح أحواله ، وأن يلهمه الرشد والفلاح لإخراجنا من هذا النفق المظلم الذى أوشك أن يصيبنا بغشاوة البصر وضلال البصيرة ، وأن يصل بسفينة الوطن إلى مرفأ الأمان ، فقد أوشك معظم راكبيها أن يصابوا بالدوار فى السنوات الثلاث الأخيرة . ولما كانت هذه هى إرادة الجماهير ، وهى الممارسة الفعلية لفلسفة الديمقراطية وحكم الصناديق ؛ فليس أمامى – بحكم قواعد اللعبة – إلا أن أمتثل لقوانينها ومن ثم لنتائجها ، أيا كانت هذه النتائج ، وأن أرعوى تحت مظلة حكم هذا الرئيس ، كمواطن متحضر يخضع لكل إملاءات ونتائج التجربة ، ويرضخ بحكم الشرعية لكل متطلبات المرحلة وضروراتها 

أما بعد :
فقد أشرت قبل ذلك أنه لا ينكر فضل السيسى إلا جاحد ولا يغمطه حقه إلا أفاق ، فلولا شجاعة هذا الرجل وبسالته لما نجحت ثورة 30 يونيو ، ولعشنا فى أتون حرب أهلية لا يعرف مدى دمويتها وبشاعة نتائجها إلا الله ، خاصة بعدما تبين من تشبث الإخوان بالسلطة قبل وبعد هذه الثورة المعجزة التى أسماها الاخوان انقلابا ، ويومها أعلنت أنى أول الانقلابيين . وقد أكدت أحداث ما بعد الثورة أن ( حركة تمرد ) بكل زخمها واتساع شعبيتها وإصرار شبابها وصمود رموزها ، لم تكن لتنجح أو يكتب لها النصر دون وجود ظهير عسكرى يكون أداة تفعيل لإرادتها الجارفة ، وهو ما اسشعره السيسى آنئذ بروح وعقيدة العسكرية المصرية التى لولاها ما قامت ثورة 1952 التى ساندها الشعب وكان لها ظهيرا ، وبالمثل فلولا انحياز القوات المسلحة لروح ثورة 25 يناير ما نجحت هذه الثورة ، وذلك ما لم يكن مبارك يتوقعه ، لتصوره أن الجيش يتبعه هو وتحت إمرته هو وفى قبضته هو ، وأزعم أن دهشة مبارك من انحياز الجيش للشعب فى ثورة 25 يناير كانت أوقع أثرا فى نفسه من قيام الثورة ذاتها ، لأن نشوب الثورات فى أذهان الحكام أمر وارد سياسيا بطبيعة الحال ، إلا أنهم يراهنون على إمكانية قمع هذه الثورات عسكريا ، غير أن الأمر يختلف فى فلسفة خير أجناد الأرض . إذن فمقولة ( الشعب والجيش يد واحدة ) فى الحالة المصرية ليست مجرد شعار مرحلى أملته ضرورة وقتية ؛ وإنما هى عقيدة عسكرية مصرية راسخة تعبر عن نفسها وقت الحاجة ، وتتجه بوصلتها دوما صوب إرادة الشعب المكلفة بحمايته خارجيا فى الأساس وداخليا عندما تقتضى الضرورة . ومن ثم فقد استلهم السيسى دروس التاريخ وعبره ، وتصرف بما يمليه عليه الضمير العسكرى المصرى السليم ، فخضع للإرادة الوطنية الجارفة وامتثل لدواعى الضمير الجمعى ، فكانت النتيجة المرجوة ، ألا وهى رفع نير الحكم الاخوانى من فوق كاهل غالبية المصريين ، وتخليصهم من وطأة النظام الفاشى المتأسلم الذى انتهج الاستبداد والسفه والتمكين ، والعبث على طريقة الهواة بمقدرات وأحلام المصريين .

وبعد أن وضعت الثورة أوزارها ، ولاحت فى أفق السياسة بوادر الانفراج ، عظم فى نظرى شأن السيسى وارتفع قدره وعلت مكانته ، خصوصا عندما صرح فى نشوة انتصاره بأنه لا طمع له فى السلطة ولا مأرب له فى خوض غمارها ، وقلت فى قرارة نفسى ( ونشرت ذلك ) أن أفضل سيناريو للرجل مادام عازفا عن السلطة ، هو أن يظل فى موقعه وزيرا للدفاع ، إلى أن يتم فض تجمعى رابعة والنهضة ، ثم الاستفتاء على الدستور ، ثم انتخابات مجلس الشعب ( إذ لم تكن خارطة المستقبل قد تغيرت بتقديم انتخابات الرئاسة ) ثم محاولة القضاء على بؤر الإرهاب التى زادت شراستها بشكل ملحوظ  فى سيناء بعد الثورتين ، ثم بعد ذلك يعقد الرجل مؤتمرا صحفيا عالميا يكون له بمثابة خطبة الوداع ، يقول فيه ( اليوم أكملت لكم ثورتكم ، وأتممت عليكم حريتكم ، ورضيت لكم الديمقراطية سبيلا ، اليوم أنا ذاهب إلى بيتى ، واختاروا أنتم رئيسكم بكامل إرادتكم ) حينئذ كان السيسى سيدخل التاريخ من أرحب أبوابه ،  وسيبقى أيقونة نضال وعلامة شرف ورمزا للخلاص الشعبى ، ويكون كل هذا المجد قد ساقته إليه صدفة تعيين مرسى له وزيرا للدفاع خلفا للمشير طنطاوى ، حينها كان السيسى سيوضع فى مصاف غاندى وجيفارا وديجول ، وغيرهم ممن دخلوا مقررات مناهج التعليم فى المدارس والجامعات كرموز للنضال الوطنى ، وسيوضع فى مكانة أسمى من الوزارة والرئاسة والسلطنة والإمارة والمملكة ، وسيرتفع اسمه خفاقا فوق كل هذه المناصب ، وسيعيش آمنا على حياته ورمزيته فى كنف شعب مدين له بجميل لا ينسى أبد الدهر ، وأهم من كل ذلك فإن كلمة ( إنقلاب ) كانت ستمحى من قاموس الحركة الثورية ، فلا يلاعبنا بها الاخوان فى الداخل ، ولا من يناصرونهم فى الخارج  .

غير أن ما حدث هو أن خمر السلطة قد لعبت برأس الرجل ، ساعده على ذلك فئة أو فئات من ذوى المصالح الخاصة الذين يربطون بين مصالحهم وبين هذا النوع من الحكم الذى يفترضون فيه ( العسكرة ) بكل ما تحمل الكلمة من معان ودلالات خبيثة ، وتوقعوا أن هذا الرجل هو وحده القادر على استئصال شأفة الاخوان ومحوهم من على خريطة المجتمع ، وأنه هو الذى سيحافظ على طبقية الواقع التى يقدسونها ( كل فئة فى مجالها ) فلا ينازع المستعلين فى علوهم هذا أى من رعاع البشر وحثالتهم ، فيزداد الأسياد تسيدا ويزداد العبيد عبودية ، دون رادع من قيم أخلاقية أو ثورية ، وبلا أدنى ثمن لدماء تشبعت بها الأرض فى الشوارع والميادين ، وفاضت على الأسفلت بشكل ألفناه وأصبحت مشاهدته من عاداتنا اليومية ، دماء بذلها أصحابها لتغيير المسار السىء لخط سير حياتنا التعيسة ، فتنكرنا لهذه الدماء الزكية ، وأصبحت مجالا لتجارة قذرة نضارب بها فى بورصة السلطة والثروة . وإذا كان التلويح بالسلطة للسيسى من عمل الموسوسين ؛ فإنه لا لائمة  فى المسئولية إلا على الموسوس له ، أى إذا كان ذلك من جهد الشياطين ؛ فإنى لا ألوم فيها إلا الإنسان ، وهو عندى السيسى . المهم ، بعد أن تقدم السيسى مؤخرا باستقالته من منصبه العسكرى واتخذ قراره النهائى لخوض معركة الانتخابات الرئاسية ، أدرك المصريون بذكائهم الفطرى وبحكم تجارب السنوات الأخيرة التى علمتهم الكثير ، أن ماراثون سباق الترشح سينتهى حتما بالسيسى وحمدين صباحى ليس أكثر ، وبالفعل أصبح هذان الرجلان هما فقط المرشحين الرسميين لانتخابات رئاسة مصر .

والحق أقول لكم ، أنه رغم انحصار هذا المارثون فى هاتين الشخصيتين لاغير ؛ فإن الأمر ليس محبطا بالشكل الذى تم وضعنا فيه أيام الإعادة بين مرسى وشفيق مثلا ، فقد عشنا حينها أسوأ تجارب الاختيار ، وكنا كمن أجبر على المفاضلة بين المر والعلقم ، أوبين السرطان والفشل الكلوى ، وجاء التصويت فى أغلبه انتقاميا وإقصائيا وعقابيا ؛ فباستثناء الإخوان ، صوت المصوتون لمرسى نكاية فى شفيق تلميذ مبارك النجيب ورجل النظام القديم الوفى ، وبالمثل صوت المصوتون لشفيق كرها فى الاخوان  وطريقتهم المريبة فى الحشد والتجييش والتقاتل على السلطة ، وبغضا لشخص المرشح نفسه الذى انصاع لأوامر المرشد حتى أنه قبل على نفسه لقب ( استبن ) دون سخط أو امتعاض ، ولذلك نجح مرسى بالكاد نجاحا مشكوكا فى نزاهته جاء بطعم الهزيمة ، وأخفق شفيق أيضا بالكاد وادعى أنه هو الذى كان فائزا ، لولا تزوير النتيجة فى آخر لحظة لصالح مرسى بتواطؤ المجلس العسكرى ، وكانت المحصلة أن كليهما بدا وكأنه ناجح ، وفى نفس الوقت بدا كلاهما أيضا وكأنه خاسر . ذلك لأن كلتا الشخصيتين كانتا بالفعل عورة سياسية ، وبؤرة صديدية مشوهة لنضارة وجه الثورة . أما الرجلان المطروحان على الساحة الآن ، فبغض الطرف عن بعض المناورات الانتخابية المعروفة ؛ فليس بوسع عاقل راشد  متزن أن يقدح فى أحدهما ، أو أن ينال من شرفهما ووطنيتهما وتاريخهما الناصع .

 لكن ما يحزننى وما دعانى لكتابة هذا المقال ، هو تشنج بعض أنصار السيسى له بالشكل الذى جعلهم سيسيين أكثر من السيسى نفسه ، وجعل بعضهم ( ولن أقول أكثريتهم ) يرون فى محاولة تشويه حمدين رفعا لأسهم السيسى ، ويا لها من حسبة سياسية فاسدة على إطلاقها ؛ فتأليه السيسى من الآن سيجعله معصوما فى المستقبل ، وسيضع هؤلاء بعد ذلك فى حرج شديد عند انتهاك مرشحهم لأسس الشرعية ومرتكزاتها ، ثم أنهم يضفون على الرجل هالة من القداسة لا أدرى من أين استجلبوها ، وهو قبل 30 يونيو – مع احترامى لشخصه – لم يكن شيئا مذكورا ، لدرجة اعتقادنا عندما اختاره مرسى خلفا للمشير طنطاوى أنه من الإخوان ، أو على الأقل من خلاياهم النائمة التى تستيقظ عند استدعائها ، وكأن لسان حال مناصريه يقول : هل يعقل أن يحرر السيسى البلد من وطأة الاستعمار الاخوانى ثم يقوم بتسليمها لقمة سائغة لحمدين أو لغيره ؟ وكأن التخلص من الإخوان ينهض مسوغا وحيدا لتسليم الرجل مصر على المفتاح ، هل اختلافنا مع الاخوان يذهب بعقولنا إلى هذا الحد ؟ وهل لا يستطيع أحد التعامل مع الاخوان بعد فوزه بالرئاسة إلا السيسى ، ثم هب جدلا أنه الوحيد الذى يملك آليات ذلك بحكم تجربته المخابراتية السابقة ، فهل سنرضى من الغنيمة بإبعاد الاخوان عن الحكم ، وتكون هذه هى رسالة الحاكم الوحيدة ، وفلسفةالسياسة المثلى فى مصر ؟

والأدهى من ذلك والأكثر غرابة واستفزازا هو تساؤل شيعة السيسى وحوارييه : ماهو تاريخ حمدين وماذا قدم لمصر ؟ وأنا لن أرد على سؤالهم الساذج هذا بنفس طريقتهم الفجة وأسأل مثلما يسألون : وما هو تاريخ السيسى وماذا قدم لمصر غير واجبه الوظيفى ؟ ولكنى أقول أن لكل من الشخصين مجاله الخاص الذى خدم فيه مصر بإخلاص وتفان ، هذا فى موقعه العسكرى وذاك فى موقعه المدنى ، كلاهما قام بأداء واجبه فى محيطه الخاص ، فلم يكن مطلوبا من حمدين أن يتطوع للعمل فى الجيش كى نمنحه صك الوطنية ،  ولم يكن مطلوبا منه أن يشعل فى الشوارع والميادين حرب عصابات لهزيمة الاخوان تحت قيادته مثل رعاة البقر الأمريكيين ، وبالمثل لم يكن مطلوبا من السيسى بحكم وضعيته العسكرية أن يكون عضوا بارزا فى البرلمان ، ومعارضا سياسيا شرسا منذ عهد السادات ، وكاتبا راديكاليا صاحب مدرسة فكرية نتفق معها أو نختلف ، فحمدين لم يغير جلده الناصرى ولم يتنكر لمبادئه الاشتراكية حول العدالة الاجتماعية والديمقراطية ، وحقوق الانسان المصرى فى أن يحيا موفور الكرامة ، بل ومما يرجح كفة حمدين فى هذه المقارنة ، هو أن السيسى كان يؤدى واجبه الوظيفى مقابل أجر حكومى ، أما حمدين فقد تطوع بنضالاته الوطنية كعمل عام ، تسبب له فى كثير من المضايقات والمطاردات التى أدخلته السجن أكثر من مرة ، ثم والأهم من كل ذلك أن لحمدين برنامجا انتخابيا واضحا ومحددا ، وأنه يحادث الناس ويناقشهم بالمنطق السياسى ، وليس من باب استدرار العطف الانتخابى بعبارات عامة ومبهمة ، من على شاكلة ( مصر قد الدنيا ، وأنتم نورعنينا ) إلى آخر هذه الصيغ والتعبيرات الشعبية التى لم تلق قبولا حتى عند العامة .

 فليست هذه بمقومات رجل مقدم على حكم أكبر دولة عربية فى المنطقة ، جعلها السابقون من حكامها متخلفة عن ركب حضارة العصر ، لا لشىء إلا لاعتبار هولاء الحكام أنهم أوصياء على إرادة هذا الشعب وعلى منظومة قيمه ، فهذا هو حارث الجمهورية الوحيد والأمين على عسكريتها وحزبها الواحد الأوحد ، ومؤسس الاشتراكية العربية وفى نفس الوقت ويا للعجب معتقل الماركسيين ، وهذا كبير العائلة المصرية وصاحب قانون العيب ، ومبتدع منصب المدعى الاشتراكى ويا للعجب أيضا فى بلد يعيش انفتاحا اقتصاديا هو صاحبه الأول والأخير ، وهذا الذى باع تحت دعاوى الخصخصة معظم أصول الدولة لأشياعه من كهنة الحزب ( الوثنى ) بأبخس الأسعار، ثم سعى أن يورث أنقاض التركة لابنه ولو على جثث وأشلاء المصريين ، وبالمناسبة فإن للنظام السورى كفلا من عذاب أى قطر عربى حاول تقليده ؛ فهو أول من استن سنة التوريث فى النظم الجمهورية على مدار التاريخ وعلى اختلاف الأنظمة السياسية ، أما آخر حكامنا الأشاوس ، فلم تمهله الظروف كى يحول مصر إلى أفغانستان أخرى ، وأن يعيد ترسيم حدودنا الشرقية والجنوبية ، بشكل يجعلها إمارة إخوانية ، يضيع فيها وبها ما تبقى من هويتنا التى أصبحنا نعض عليها بالنواجز فى سيولة زمن العولمة .

أين السيسى من كل ما ذكرت لك وهو قطرة من بحر ما لم أذكره ؟ لماذا يتعمد الاختفاء على غير المألوف عالميا من قبل المرشحين لأعلى منصب على الاطلاق ؟ فلا يناقش ولا يخطط ولا يحدد ولا يرسم ولا يعد ولا يحذر ولا يبشر ؟ بل أن ما أسميه أنا (الميكروتصريحات) التى أدلى بها متفضلا علينا - وكأنه أكبر من أن يصرح - قد جاءت مخيبة لآمال الكثرة من البسطاء الذين يعانون شظف العيش وينتظرون كلمة بشارة على أحر من الجمر . أعلم أنك تسألنى الآن : وأين حمدين من كل ذلك ؟ وأقول لك فى كلمة واحدة : إن حمدين وما ذكرت لك شىء واحد لا ينفصلان ، وأنا لم أكتب هذا المقال مدحا فى حمدين ، وبالطبع فلست بحاجة إلى أن أذكر القارىء أننى حفظت للسيسى فى هذا المقال حقه أكثر من السيسيين أنفسهم لو كانوا كاتبين ، وذلك كى لا أدع مجالا للمزايدات والمهاترات ، وإذا راجعت مقالى ستجد أن ما كتبته عن مناقب السيسى أضعاف ما ذكرت به حمدين ، حتى أننى هنئته بالمنصب سلفا ، ليقينى أنه معتليه لا محالة ، ولو كنت ممن لايراهنون إلا على الحصان الأسود ، لانضويت تحت راية الفائزين ، وانتظمت فى صفوف الذين يستشرفون آفاق النصر المؤكد ، وينتظرون ( حصاد الشهور ) وما كنت قد خاطرت بكتابة مقال قد يسقطنى من حسابات الكثيرين ، غير أننى لست فى حل من ضميرى وأبدا لن أكون ، وكما يقول البعض غالبا عند ذكر حمدين : أحترم حمدين وسأنتخب السيسى ، فأنا أقول هنا : أحترم السيسى وأقدره وأعرف تماما أنه الفائز ، وأتمنى له التوفيق ولمصر تحت حكمه التقدم والازدهار ، ولكنى سأنتخب حمدين صباحى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق