- إذا حدثتك نفسك بأنك وصولى ومخادع وأفاق وكاذب ومراوغ وانتهازى ومنافق ومتاجر بالدين من أجل الوصول للسلطة ، فاعلم بأنك من الإخوان المتأسلمين ... إذا كنت بائعا لدينك وشرفك وعرضك وكرامتك من أجل أن تحصد أصواتا انتخابية بالزيت والسكرمستغلا جهل وفقر الناس ، فاعلم أنك من هؤلاء المرضى النفسيين المصابين بالهوس الجنسى ، الذين لا يفكرون إلا فى النقاب ومنع الاختلاط وزواج القاصرات وضرورة الختان وحجب المواقع الإباحية ، وغير ذلك مما يدور من هياج وكهارب بين أفخاذهم ... إذا كنت ممن لا يهمهم فى الدستور إلا مفرداته وألفاظه ، ولا يعنيهم منه إلا عبارة مفرغة من مضمونها هى ( شرع الله ) وترديد ( بالروح بالدم نفديك يا إسلام ) ويرفعون الأذان فى البرلمان ... إذا كنت تلعب بكارت غزة وتستجدى العون الإعلامى من شعث ومشعل وعباس ، وتستغل أحداث سوريا للعب بورقة الحرية ، فاعلم بأنك من أدعياء النضال المزيفين .
- إذا كنت خطيبا مرتجلا يخاطب شعبه من ساحات المساجد ، ولا يعى ما يقول ولا يعنيه ، ولا يفرق فى شخصه بين قائد دولة وشيخ طريقة ، فاعلم أنك السيد الرئيس ... إذا تراجعت فى معظم قراراتك السيادية ، لأن من أشاروا عليك بها لا يجيدون إلا كراهية القضاء والإعلام ، ومصابون بفوبيا البرادعى وحمدين ، وأنك نصبتهم فى مواقعهم الحساسة ردا لجميل مؤازرتهم الانتخابية لك ، رغم جهلهم الفاضح وخبرتهم المنعدمة ومشوراتهم الانتقامية المغرضة التى لا تخلو من تصفية حسابات قديمة ، فاعلم أنك الرئيس الملهم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والبطل المغوار والمهدى المنتظر والمنقذ من الضلال ، وأنك فوق الرئاسة وفوق الزعامة بل وفوق النبوة .
- إذا كان أنصارك وأشياعك وعشيرتك يرون حقك حقا وباطلك حقا ، وأنك لا تنطق عن الهوى ، وأنك كنت الإمام الغائب الذى انشق عنه السرداب بقدرة الزيت والسكر وترهيب الناخبين من غضب الله ، وإيهامهم بأن الجنة تحت أقدام من يصوتون لبرلمان الإخوان ورئيس الإخوان ودستور الإخوان ، فاعلم أنك رئيس الإخوان الذى لا يستطيع أن يخلع عن نفسه عباءة المرشد ، ولا أن يفكر بعيدا عن سفه البلتاجى والعريان ، ولا أن يبرح المقطم ومنابر تكفير الخصوم ، ولا يستطيع تعليم عشيرته أدنى حدود الأدب واللياقة وعفة اللسان واحترام الآخر ومجادلته بالحسنى ، والنظر إليه كإنسان لا كنمرود خارج عن الملة إن خالفهم فى الرأى ، أو أعمل عقله خارج السرب وبعيدا عن معتقد القطيع .
- إذا كنت مواطنا فى دولة فشل حكامها فى توفير الأمن ( الذى لا يحتاج إلى قرض الصندوق ) وفشلوا فى تأمين الطرق والمزلقانات ووسائل المواصلات ، دعك من رغيف الخبز واسطوانة الغاز ورفع القمامة ، وهو برنامج المائة يوم الكاذب ، المنبثق من مشروع النهضة الأكثر كذبا ، فاعلم أنك من رعايا الرئيس ودراويش النظام ، إذا قرأت لكل الثقات وعرفت أن قتلانا على الطرق والسكك الحديدية أكثر ممن قتلوا فى 1967 وأن مصر تحتل المركز الأول على مستوى العالم فى قتلى حوادث الطرق ، وأن الأمر زاد واستفحل بعد الثورة ، فاعلم أن الإخوان قد انتظروا طهي الثورة ثم أكلوها .
- لقد دهس صباح اليوم أكثر من 50 طفلا تحت عجلات القطار الذى سحل قافلتهم لأكثر من كيلومترعند مزلقان منفلوط ، ولم تصل سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث إلا بعد ساعتين من وقوعه ...!!! ولا شك أن الحادثة تذكرنا بالعدوان الغاشم على مدرسة بحر البقر عام 1970 وهو الاعتداء الذى لبست مصر له الحداد واتشحت فيه بالسواد ، حزنا على أطفالها الأبرياء الذين اختلطت دماؤهم الزكية الطاهرة بكتبهم وكراساتهم وأقلامهم . غير أن الفارق بين المصيبتين هو أن من قتلوا فى بحر البقر 30 طفلا ، ومن قتلوا اليوم أكثر من 50 طفلا ، من بينهم ثلاثة أشقاء من أسرة واحدة هم كل ذرية أبويهم ، أما الفارق الأهم فيتمثل فى أن إسرائيل هى من قتلت أطفالنا فى بحر البقر ، أما من قتلهم اليوم فى صعيد مصر فهم الإخوان المسلمون الذين كانت فضائياتهم أثناء الحادث تتحدث عن مكارم الأخلاق ، فى حين كانت القنوات الحكومية تعرض أفلاما كوميدية ، وكأنها تجامل حكومة الإخوان بالتعتيم على الحادث ، مثلما كان إعلام أنس الفقى يعتم على مجريات الثورة حفاظا على كرسى مبارك ...!!!
- نعم هم الإخوان المسلمون الذين اكتفت حكومتهم بالشجب والأسف والإدانة ، وجل ماسيفعلوه هو إقالة الوزير المسئول واستبداله بإخوانى آخر، حتى وإن لم يكن كفؤا للمنصب ولا أهلا لمسئولياته ، ثم تحويل البعض للنيابة العامة التى ستنتدب خبراء المعمل الجنائى لمعاينة مسرح الكارثة ، ثم تقيد الجريمة ضد من ماتوا ، ليسدل الستار على أحداث المسرحية العبثية ، انتظارا لمسرحية أخرى تحدث على الطريق الزراعى أو الدائرى أو فى عبارة أو ذورق شراعى ...الخ ... وكل ذلك بما لا يخالف شرع الله ...!!! فما الفارق بين مصر محمد حسنى ومصرمحمد مرسى ؟؟؟
- نعم هم الإخوان الذين لا مانع لديهم من انتحار نصف الشعب المصرى مقابل إنجاح عمل التأسيسية وسلق الدستور الإخوانى المشبوه ، أو عودة مجلس الشعب المنحل خشية عدم تعويضه فيما بعد ، نعم هم الإخوان الذين لا شغل لهم الآن إلا الحشد والتجييش لمعركة الانتخابات القادمة ، لينجحوا ويحكموا شعبا مسكينا غرر به الطغاة على مدار تاريخه ، وحين حاول التحرر غافله الإخوان وسرقوا منه الفرحة ... نعم هم الإخوان الذين يهتمون بغزة حماس أكثر من ضفة فتح ، لاعتبارات ايديولوجية وليست دينية ولا عروبية ، رغم أنه ليس لدينا فائض مادى أصلا ولا حتى معنوى لنصدره لفلسطين أو غيرها ، فما يحتاجه المصريون يحرم على غيرهم إذا كان الإخوان يفهمون شيئا فى الدين ؛ فنحن الآن فى مسيس الحاجة إلى جهدنا ، نتوجه به إلى العرايا والجوعى والخائفين من أهلنا ، لنقيم شرع الله الحق وليس شرع الله الإخوانى ، فلا خائف يشبع ولا شبعان يخاف ولا غنى لواحدة عن الأخرى ، هذه هى ثنائية الوجود المجتمعى الصحيحة التى من الله بها على عباده فى قوله تعالى ( الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) فالشق الأول مادى يتعلق بالاقتصاد ، والثانى أمنى يتعلق بضرورة فض الترويع وبث الطمأنينة فى نفوس الناس . ولم يحقق الإخوان المسلمون أحدهما فضلا عن كليهما ، ولا أظنهم بقادرين . فحكومة لا تستطيع تأمين الناس ، دعك من إطعامهم ، هى حكومة فاشلة بامتياز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق