لم يكن الدين أحد أسباب قيام ثورة يناير، ومع ذلك انقسمنا بعد الثورة إلى فسطاطين أو فصيلين كبيرين : مؤمنين وكفار ، وأصبح الكفر والإيمان هما أدوات الخلاف والفرقة والتراشق والتنابز، وكل أنواع العنف اللفظى والبدنى.. . إن النموذج أو المثل الأعلى السياسى هو أن يكون الحاكم متدينا ، أى يكون سياسيا حاذقا ، وعارفا فى نفس الوقت لحدود شرائع الله ، فذلك هو مناط علاقة الدين بالسياسة ، وبالتالى مناط علاقة السياسة بمنظومة القيم والأخلاق ؛ لأن الناس على دين ملوكهم ، ولأنه ( كما تكونوا يولى عليكم ).
أما العبث بالوجدان الإيمانى للمصريين واستخدام الدين للتربح السياسى وتحقيق مكاسب سلطوية مدثرة بغطاء شرعى أو مرجعية سماوية ، فذلك أحد تعريفات التدليس ؛ لأن ذلك يفسد الدين والسياسة معا ، ويرجعنا من كلا المجالين بخفى حنين .... فإذا كان المعيار فى المجال الدينى هو الحلال والحرام ؛ وأن الدين علاقة خاصة بين العبد وربه ؛ فإن الأصل فى مقاييس السياسة هو الخطأ والصواب ، الإنجاز والإخفاق ، الفشل والنجاح ؛ لأن السياسة علاقة اجتماعية منظورة بين حاكم ومحكومين ، قائمة على محاولة تحقيق أكبر قدر من النفع لأكبر عدد ممكن من الناس ، لذا وجب التنبيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق